أقيمت في عمان – الأردن يومي 16 – 17 تشرين الثاني 2022 فعاليات مسابقة المعماريين العرب في نسخته الثانية وقد تم خلال هذين اليومين عرض 17 مشروعاً مختاراً للقائمة المصغرة أمام لجنة التحكيم، وبعد هذا العرض والمناقشات المستفيضة توصلت اللجنة حسب الفئات الى قائمة الفائزين التالية:
السكن الخاص
مشروع بيت 12 زيتونة – فلسطين
المعمار: إلياس خوري
يقع المشروع في قرية المشهد التي كانت ضمن منطقة زراعية عامرة بأشجار الزيتون في نطاق الجليل في شمال فلسطين . وقد ثمنت لجنة التحكيم الأسلوب المبدع الذي اتبعه المصمّم في اعتماد ال 12 شجرة زيتون الموجودة في الموقع كركيزة للتصميم حيث أتخذ كل منها كنهاية للمحاور البصرية التي حددت الممرات الداخلية وكمراكز للأفنية التي تشكلت حولها غرف البيت او كإطلالات للشرفات الواقعة على أسطحها، وبذلك تحول كل من الغرف والفضاءات الداخلية الى بيت بحد ذاته وشكلت بمجموعها قرية مصغرة تستحضر بيئة القرية الفلسطينية المغيبة منذ عام 1948 مما يضفي بيئة خاصة مميزة للعائلة المقيمة به.
وقد نجح المصمّم من تحقيق تكوين معماري عفوي معاصر للبيت من خلال كتله الخرسانية البيضاء البسيطة وأرضياته الحجرية.
المشاريع السكنية الكبرى
مشروع ضاحية الأميرة سلمى – الزرقاء – الأردن
المعمار: بلال حماد
تمكن فريق التصميم من تحقيق متطلبات التصميم المعماري والحضري لهذا النوع من مشاريع الاسكان الجماعي بشكل متميز . وقد قدرت لجنة التحكيم التخطيط العام الذي ارتكز على ساحة وسطية مربعة مخصصة لسكان الضاحية يحيط بأضلاع الساحة الأربعة وحدات سكنية متجاورة تتوزع حول ممرات وعناصر حركة عمودية والتي شكلت أحياء متنوعة ذات بيئة انسانية ومما عزز تلك البيئة تشكيل الكتل الذي أضفى خصوصية على وحدات المشروع من شرفات وبروزات وحدائق في الطابق الأرضي والتي حققت تدرجا بين الفضاء العام والخاص. وقد تميز المشروع بأنماط الوحدات السكنية المتنوعة التي تكونت من شقق ثنائية الطوابق تعلوها الشقق ذات الطابق المنفرد الأمر الذي أنتج مجاورة سكنية بأبعادها الاجتماعية.
مشروع معصرة زيتون سيجرمس – تونس
المعمار عادل هيدار
برز تصميم مشروع معصرة زيتون سيجرمس كمحصلة لتحليل فائق الحساسية اعتمده المصمّم تجاه المكان والذي توازى مع عملية التصميم بدمجه الموقع الزراعي بما يتضمنه من آثار رومانية وبيزنطية مع مكان العمل وعملية عصر الزيتون وما يرتبط بها من فعاليات.
وقد انعكس هذا التوازي على تكوين معماري مميز من طبقتين: السفلي عبارة عن قاعدة حجرية ممتدة من تضاريس المكان وآثاره والتي تحوي عملية عصر الزيتون وتصنيعه تعلوها كتلة خرسانية بسيطة ذات شخصية معاصرة بفراغاتها العامة المفتوحة للزوار ويرتبط بها وظائف ادارية وبحثية متخصصة تطل فراغات الزوار على صوامع زيت الزيتون في الطابق الاسفل وعلى حقول الزيتون المجاورة من خلال الفتحات الافقية للكتلة الخرسانية البيضاء.
وبذلك نجح المشروع في ايجاد بيئة مستدامة تستحضر قيم المكان الرمزية والاجتماعية وتخلق فرص عمل للمجتمع المحلي وترفع من شأن النساء تحديداً .
مشروع اعادة تأهيل بيت محمد بن خليفة
X Architects الامارات العربية المتحدة
إذا كان هدف أي مشروع الحفاظ على التراث هو توثيق القيم الكامنة للمعلم التراثي وابرازها كقيم ملموسة يتواصل معها الناس في حاضرهم فقد حقق فريق التصميم ذلك بنجاح كبير على عدة مستويات من خلال استحضار تفاصيل الحياة اليومية والأحداث التي عايشها صاحب المكان البارز في تاريخ دولة الامارات في فترة تحولها من مرحلة ما قبل النفط الى المرحلة الحديثة.
لم يكن استحضار الماضي احياءً شاملاً وحرفياً بل كان إنتقاءياً ذكياً. فقد اختار المعماري الاجزاء الرئيسية المهمة في ذاكرة المكان ليعيد انشائها وترميمها مثل مبنى مجلس الضيوف ومبنى سكن العائلة الذي يواجهه عبر الساحة الوسطية ، بينما أبقى أجزاء أخرى دون ترميم كشواهد وصور بالمقابل أضاف مبنى حديث على حافة الساحة يصل بين المبنيين الرئيسيين من خلال أروقة هيكله المعدني الشفاف .
تمكن الفريق المصمّم من انجاز عمل متقن فائق الحرفية والحساسية في معالجاته المعمارية والوظيفية والذي وفق بين عملية ترميم أمينة ذكية واضافة حديثة صريحة تتواصل مع الماضي بهدوء .
متحف فولوبيلس – المغرب
المعمار: طارق أوالالو و ليانا شوي
إن أكثر ما لفت نظر لجنة التحكيم في تصميم هذا المتحف هو حكمة المصمّم في التعامل مع الموقع بأدنى حد من التدخل المعماري وذلك ليسمح للمكان أن يعبر عن مكوناته الطبيعية والأثرية بصفاء ودون تشويش وكأنه يستحضر حسب تعبيره “انطباع الرومان الأولي عندما عاينوا المكان قبل بناء مدينتهم” انحصر تدخل المعماري في حائط استنادي تحت حافة المدينة يحدد مدخلاً ضيقاً يحجب الزائر عنها الى أن يكشفها بالتدريج أمام ناظريه بعد ولوجه ونزوله المدرج الذي يوصله الى ممر على منسوب منخفض أسفل التلة الأثرية تظلل هذا الممر كتل فراغات العرض الشفافة والمغلفة بألواح خشبية (المعلقة على الجدار الاستنادي). وقد عرى المعماري هذه الكتل من جدرانها الخارجية ليبرز مفرداتها الانشائية الداخلية بصورة تحاكي الآثار.
وقد أسقط المصمّم رؤيته على معالجة سطح الجدار الغشيم الخرساني المتشكل من آثار الألواح الخشبية التي صاحب عملية صب مادته مما استحضر تقاليد البناء المحلية والحديثة وجذورها التاريخية الرومانية.
محمية الشومري – الأردن
المعماري: مكتب تراث – د. رامي ضاهر
يعكس تصميم هذا المشروع والذي أقيم في منطقة الشومري – الاردن شبه الصحراوية من قبل الجمعية الملكية الاردنية لحماية الطبيعة كمقر ومركز زوار لمحميتها وعياً معمارياً لعناصر المكان البيئية المهددة بالاندثار من حيوانات ونباتات وتضاريس.
وقد وفق المصمّم في ربط المشروع بالموقع من خلال كتلة المبنى المستطيلة ذات الطابع الحديث التي صمّمها على تماس مع الهضبة الموجودة هناك حيث غلفت احجار البازلت المحلية جدرانه.
ويحوي الفضاء الداخلي للمبنى سلسلة من وسائل العرض التي تعرف الزائر على عناصر المحمية قبل أن يتواصل معها مباشرة في الطابق السفلي عبر الانفاق التي تخترق التلة الملاصقة والمتصلة بحظائر الحيوانات البرية.